ما هو السر وراء الحلويات الشرقية؟
تعتبر الحلويات الشرقية من ألذ الحلويات التي يمكن أن تتذوقها في العالم، كما أنها لها طعم جذاب لا تستطيع مقاومته، حيث أنها تتميز بنكهات غير موجودة في أي نوع آخر من الحلويات، و تعتمد على مكونات طبيعية ومختلفة، كما أن تقديمها ارتبطت ببعض المواسم وبالأخص في شهر رمضان،.
حيث تتميز الحلويات الشرقية باختلافها وتعددها، ومنها البسبوسة، والكنافة، وأم علي، وصوابع زينب، والزلابية، والقطائف، وقدرة قادر، ورموش الست، البقلاوة، الأرز باللبن، وغيرها من الحلويات اللذيذة التي لا تقاوم، وتتميز أيضًا الحلويات الشرقية بسهولة تحضيرها، وتوافر مكوناتها، كما أن جميع الفئات تحبها.
ومن هنا سوف نتعرف على أسرار وقصص تسمية وظهور هذه الأنواع من الحلويات الشرقية، تابعونا في هذه المقال:
بعض من أنواع الحلويات الشرقية، وقصة كل نوع:
الآن سوف نتعرف على أصول بعض من أنواع الحلويات الشرقية، وأسباب تسمية كل نوع بهذا الأسم، فلنبدأ مع:
1- الكنافة:
ليس كما يعتقد البعض أن الكنافة حلوى أصلها تركي، ولكن يعود أصلها إلى العصر الأموي، إي أنها حلوى عربية خالصة، وتم اشتقاق اسمها من كلمة كنف بمعنى الرعاية، وتم تجهيزها أول مرة عندما طلب الخليفة معاوية من الطاهي الخاص به أن يعد له طبقًا غنيًا يساعده على الصيام شهر رمضان، ومن هنا قام الطاهي بإعداد طبق الكنافة لأول مرة.
أما عن أصل وتسمية الكنافة النابلسية، فقد قام طاهي سوري بالذهاب إلى نابلس في فلسطين، وافتتح محل لتقديم الكنافة مع مشاركة من رجل نابلسي، وقام بحشو الكنافة بالمكسرات، وعند عودة الطاهي السوري إلى سوريا مرة أخرى، لم يكن متوفر هناك أي أنواع من المكسرات، فقام باختراع طريقة تحضير جديدة لطبق الكنافة حيث أنه قام بحشوها بالجبنة لأول مرة، وذلك بسبب توافر حليب البقري في المدينة، وسمية بالكنافة النابلسية والمعروفة بهذا الاسم حتى الآن.
2- أم علي:
أصل حلوى أم علي يعود إلى عصر المماليك، حيث أنها اشتهرت جدًا بين المصريين، وبداية قصة أم علي تعود بأن الحاكم عز الدين أيبك رزق بطفل من زوجته الثانية وقام بتسميته علي، وغضبت زوجته الأولى شجرة الدر من ذلك حيث أنها كانت طامعة في الحكم، وقامت بتدبير مكيدة لقتل عز الدين أيبك ونجحت في ذلك، وكانت تدبر مكيدة أخرى لقتل علي ابنه للانفراد بالحكم حيث أنه كان ولي العهد، فعلمت الزوجة الثانية أم علي، وقامت هي بتدبير مكيدة ونجحت في التخلص من شجرة الدر، وتولى علي مقاليد حكم البلاد، وقررت الاحتفال بذلك وتوزيع حلوى جديدة، فقامت بخلط الدقيق، والسكر، والسمن، والرقائق المقرمشة، وطهت هذه الخلطة في اللبن، ومن هذه اللحظة انتشرت هذه الحلوى في عصر المماليك، وانتقلت إلى جميع البلاد العربية، وظلت تعرف بأسم أم علي حتى الآن، وتقدم في كل المناسبات والمطاعم إلى يومنا هذا.
3- رموش الست:
بدأ قصة حلوى رموش الست من بلاد الشام وذلك أيام العثمانيين، حيث أن السيدات في قصر الحاكم بربر آغا في طرابلس بسوريا قاموا بصنع الكثير من الحلوى الغريبة واللذيذة، وكانت تقدم أثناء الحفلات والولائم في القصر، وفي إحدى هذه الحفلات قدمت حلوى على شكل زند، فقام أحد الضيوف باقتراح إطلاق اسم رموش الست على هذه الحلوى، ومن هنا عرفت هذه الحلوى إلى الآن برموش الست، وفي بعض البلدان يطلق عليها زنود الست.
4- قدرة قادر:
قدرة قادر عبارة عن كعكة تنتمي أصولها إلى دولة فلسطين، وسميت بذلك لأنها تتكون من 3 طبقات من حلوى الكراميل في الأعلى، والكريمة في الوسط، والكيك في الأسفل، وعند خلط هذه المكونات معًا تكون سائلة، ولكن بعد إدخالها إلى الفرن تكون كل طبقة قد انفصلت عن الأخرى، مما أثر هذا دهشة الجميع، ليقولوا حينها أصبحت هكذا بقدرة قادر، ومن هنا جاءت تسميتها بهذا الاسم قدرة قادر.
ومع التطورات التي طالت كل الحلويات، جاء دور قدرة قادر في التطور، حيث أضيف لها نكهات أخرى مختلفة مثل الشوكولاتة، والفراولة، والقرفة، وغيرها من النكهات، حتى ترضي أذواق الجميع، وظلت تسمى قدرة قادر ولم يتغير الاسم بتغير النكهات.
5- القطايف:
تعود أصل القطايف إلى العصر الأموي حيث أن أول من تناولها في رمضان هو الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك سنة 98 هجريًا، ولكن يعود تسميتها بهذا الاسم إلى العصر الفاطمي حيث كانت تقدم في رمضان، وتحضر بشكل شهي ومزين، وتكون محشوه بالمكسرات، وتقلى وتسقي بعد ذلك بشراب العسل، وكان الضيوف يتناولونها بكثرة بسبب طعمها الرائع، وسميت وقتها بالقطايف نسبة إلى قماش القطيفة، حيث أن ملمس القطايف يشبه ملمس قماش القطيفة.
6- صوابع زينب:
حلوى صوابع زينب من أشهر الحلويات المصرية، التي انتشرت فيما بعد في جميع البلاد العربية، واختلفت القصص حول تسمية بهذا الاسم، وهناك 3 روايات مشهورة حول هذا الموضوع، وهما:
الرواية الأولى ترجح سبب هذه التسمية أن السيدة زينب ابنة الحسين ابن علي تشبثت بجثمان والده عند استشهاده، فقام الأمويون بضرب يدها حتى فصلوا أصابعها عن الجثمان حتى يأخدونه، ومن هنا تم صنع حلوى لأجلها، وسميت أصابع زينب “صوابع زينب”.
أما الرواية الثانية تقول أن الطاهي الخاص بالقائد الظاهر بيبرس قدم هذه الحلوى إليه، عند عودته من الحرب منتصراً على المغول، حيث سأله بيبرس عن اسم هذه الحلوى، فقال له الطاهي صنعتها أصابع زينب، وهنا كان يشير إلى الطاهية التي قامت بصنعها، وتعرف عليها القائد بيبرس فيما بعد بسبب إعجابه الشديد بطهيها، وتزوجها بعد ذلك.
أما عن الرواية الثالثة فهي تشير إلى فتاة بارعة في فنون الطهي، قامت بصنع هذه الحلوى، وقدمتها إلى أسرة الشاب الذي جاء حتى يتقدم لخطبتها، فأعجبتهم الحلوى بشدة، قالوا لها “تسلم صوابع زينب”، ومن هنا عرفت بهذا الاسم إلى يومنا هذا.
قصة وطريقة تحضير حلوى الزلابية بشراب العسل:
حلوى الزلابية تشتهر بمسميات أخرى مثل لقمة القاضي والعوامة، وتؤكد الروايات المختلفة أن أصلها يوناني، واسمها الحقيقي هو “لوكوماديس”، وكان يأكلها اليونانيون مقلية مقرمشة مع الأيس كريم، وانتقلت إلى مصر بسبب الإختلاط الشديد بين البلدين وبالأخص في مدينة الإسكندرية، ومنها إلى باقي البلدان العربية، وأصبحت من أهم وأشهر الحلويات الشرقية، وتقدم مقلية مقرمشة تسقى بشراب العسل، أو بالسكر الناعم، أو بالشوكولاتة، أو بصوص الكراميل، وغيرها من النكهات الأخرى.
المقادير عجينة الزلابية:
– نصف كوب من الماء الدافئ.
– 2 ملعقة صغيرة من الخميرة الفورية.
– 2 ملعقة صغيرة من السكر.
– 2 ملعقة كبيرة من بودرة الكاسترد.
– رشة ملح.
– كمية وفيرة من الزيت للقلي.
أما عن تحضير شراب العسل:
– 2 كوب من السكر.
– 1 كوب من الماء.
– عصر ثمرة واحدة من الليمون.
– 2 ملعقة كبيرة من العسل الأبيض.
– يتم وضع السكر مع الماء وعصير الليمونة على النار لمدة 10 دقائق، وبعد الغليان يضاف العسل الأبيض.
– يتم رفع الشربات من على النار بعد وضع العسل، و يترك ليبرد تمامًا قبل وضعه على الزلابية.
طريقة تحضير الزلابية:
– يتم إضافة الدقيق المنخول ثم ضيفي عليه الكاسترد، والخميرة الفورية، والسكر، والملح، ويتم خلطهم جيدًا معًا.
– يصب الماء تدريجيًا أثناء العجن، ويتم العجن جيدًا حتى يكون القوام ثقيل.
– تغطى عجينة الزلابية، وتترك لتختمر لكي يتضاعف حجمها.
– يوضع زيت القلي على النار حتى يصبح في درجة الغليان، ويتم وضع كرات صغيرة من العجينة في الزيت، ويتم تقليبها من حين لأخر حتى تنضج من جميع الجهات، ويصبح لونها ذهبي ومقرمشة.
– يتم صب شراب العسل البارد، على كرات الزلابية المقرمشة الساخنة، ويتم تناولها وهي سخنة للحصول على أفضل نكهة.