المطابخ السحابية فرصة نجاح بديلة عن المطاعم
أو ما تعرف بـ “الكلاود كيتشن” وهي عبارة عن مطعم لا يمتلك وجهات، أو مكان مجهز لتناول الطعام به، ولكنه يتواجد على الإنترنت فقط، وذلك يتم عن طريق استئجار مكان بشكل فردي، أو مشترك مع علامة تجارية ما، أو مع عدة علامات تجارية أخرى، لتجهيز قائمة طعام معينة وعرضها عبر تطبيقات الطعام أو ما شبه ذلك.
وتقوم هذا المطابخ باستلام الطلبات عبر هذه التطبيقات، ويتم توصيلها إلى مكان العميل، وهي تتميز بانخفاض تكاليف الاستئجار والتشغيل وغيرها من المصاريف، وهذا ينعكس بالطبع على الأسعار المقدمة للزبائن حيث تكون هي الأخرى منخفضة.
ومؤخرًا اكتسبت المطابخ السحابية شهرة بين العملاء، وبعد الأحداث الأخيرة وانتشار فيرس كوفد-19 أصبح بعض العملاء يفضلون طلب الوجبات وتناولها في المنازل، بدلًا من تناولها خارجيًا في الطعام، لذلك تعتبر المطابخ السحابية فرصة ذهبية لمن يحلمون بإدارة مطعم خاصة بهم، ولكن ينقصهم بعض من الموارد التي قد تكون عقبة في تحقيق حلمهم، كما تشير بعض الاحصائيات إلى ازدهار فكرة المطابخ السحابية بشكل ملحوظ في دول الخليج العربي، وأشارت هذه الاحصائيات إلى أن من المتوقع الاستثمار في هذه المطابخ قد يصل إلى 71.4 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027.
وبالطبع كما هو الحال في كل استثمار يوجد فرص وتحديات، فما هي فرص وتحديات المطابخ السحابية؟
فرص المطابخ السحابية:
بالطبع إدراة المطابخ السحابية أكثر سهولة من إدارة المطاعم التقليدية، حيث أن التكنولوجيا الحديثة وفرت كل سبل النجاح، فكل المطلوب من هذه المطابخ عرض قائمة وجباتها على باختلاف أنواعها عبر الإنترنت من خلال التطبيقات المخصصة لطلبات الطعام، حيث أنه بنقرة زر واحدة تسهل على العملاء طلب الطعام ، والدفع عبر الإنترنت، وتوصيل الطعام إلى باب منازلهم، ومن أهم إيجابيات الاستثمار في المطابخ السحابية:
– النمو السريع:
الاستثمار في المطابخ السحابية يعد استثمار تكلفته منخفضة، بالإضافة إلى أن مخاطر الاستثمار أيضًا منخفضة، وذلك بالمقارنة بالمطاعم التقليدية، حيث أن من السهل التوسع في السوق من خلال تقديم خدمات توصيل الطعام لمناطق جديدة دون الحاجة إلى رأس مال إضافي.
كما يعطي القدرة على إعداد الطعام بكفاءة دون أي مشاكل، وتوصيلها بسرعة إلى العملاء، مع إعطاء أيضًا فرصة تجربة أطعمة غذائية مختلفة، ومرونة كبيرة في تشكيل قائمة طعام متنوعة ومختلفة.
– عدم وجود مصاريف إضافية:
من أهم ما يميز المطابخ السحابية هو عدم تحمل مصاريف كثيرة بالمقارنة بالمطاعم التقليدية، مثل إيجار موقع المطعم، وديكورات المطعم، وطاولات الطعام والكراسي، وأدوات المائدة، ومصاريف الكهرباء، وشراء مساحة خاصة لركن سيارات العملاء، ومرتبات مقدمي الخدمة.
وغيرها من المصروفات الكثيرة، وتقتصر المصاريف على مرتبات الطهاة، ومعدات المطابخ، ومكونات الطبخ، وتكاليف أخرى أساسية مثل الصيانة، وفواتير الكهرباء، وكل هذا يؤدي إلى انخفاض تكاليف الاستثمار في المطابخ السحابية بشكل ملحوظ.
تحديات المطابخ السحابية:
على الرغم من المزايا العديدة التي يقدمها الاستثمار في المطابخ السحابية إلا أنه يوجد بعض التحديات، كما هو الحال في أي استثمار، وبالأخص الاستثمار في مجال جديد جدًا، وذلك بالنظر إلى صعوبة الأوضاع الاقتصادية الحالية، والتي تمر بها معظم دول العالم، ومع إشارة بعض التقارير إلى احتمالات ارتفاع أسعار المواد الغذائية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأجهزة والأدوات أيضًا، ومن بعض التحديات الأخرى أيضًا:
– المنافسة الكبيرة في السوق:
حيث أن إدارة المطابخ السحابية أكثر سهولة، وأيضًا المكاسب عديدة، إلا أن هذه الميزة تجعل المنافسة كبيرة لمن يريد أن يستثمر في المطابخ السحابية، بالأخص وأن هذه الفكرة مازالت في مراحلها الأولى.
– قلة التفاعل العملاء مع المطابخ السحابية:
حيث أن العملاء مازالوا متعلقين بالأجواء الخاصة بالمطاعم التقليدية، ومتفاعلين مع طاقم عمل المطعم وخصوصًا في المطاعم التي يتناولون فيها الطعام معظم الأوقات، وهذا غير موجود في فكرة المطابخ السحابية.
– الاعتماد على الوسطاء لتسويق المطابخ السحابية:
وهذا هو التهديد الأهم في إدارة المطابخ السحابية، وهو الإعتماد على المنصات الإلكترونية، لتعمل كوسيط بين المطابخ والعملاء، لتلقي الطلبات من العملاء وتوصيلها في وقت مناسب، وهنا يتكون المنافسة مع العديد من المطابخ التي تستخدم نفس المنصة الإلكترونية شديدة، لتقديم قوائم طعام مختلفة بأفضل العروض.
وفي الأخير ونظرًا لأهمية المطابخ السحابية حاليًا، يجب عليك اختيار التكنولوجيا المناسبة لمطبخك السحابي، والتي تضمن كفاءة التشغيل، وسرعة توصيل الطعام، والاعتماد على نظام إدارة متكامل، والاهتمام باختيار التطبيقات المناسبة للعمل معهم، مع النظر إلى تلبية احتياجات العميل المتنوعة مثل عمليات الدفع، والتوصيل، وغيرها للمساهمة في تحقيق أهدافك بشكل صحيح.